الأحد، 6 يناير 2013

- حمل بثوب ذئب





من الأقوال المنتشرة في عالمنا العربي "ذئب بثوب حمل"، وذلك كناية إلى الشخص الذي يظهر وجهاً جميلاً وفي داخله أقبح القبح، 
لكن هل سألنا أنفسنا إن كان  هناك "حمل يرتدي ثوب الذئب؟"، والمعنى بذلك شخص يحرص على إظهار نفسه قاسياً شريراً وفي داخله قمة الطيبة ؟؟.

بصراحة نعم ؛؛ وهم كثيرون، فمبدأ "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب" غرر بكثيرين وجعلهم يرتدون ثوب المفترس حتى لا يتم أكلهم كنوع من التمويه،
 لكن المشكلة أن هؤلاء الظاهرين بوجه الذئب كثر، بل أستطيع إن غالبية من نعتقدهم أشراراً في هذا العالم مجرد أخيار يلعبون دور الكاسر المفترس كي لا يتم مهاجمتهم.

ومشكلة هؤلاء أنهم لا يجلبون حولهم إلا الذئاب الحقيقيين ويبعدون عنهم الطيبين أمثالهم، 
وهم لو ظهروا على حقيقتهم لربما وجدوا أمثالهم الكثير إلى درجة تحميهم من الذئاب لكن في ظل الحفاظ على شخصيتهم وهويتهم.

كيف نميزهم؟
ليس هناك طريقة لذلك سوى أن نعاشرهم فنجدهم أشراراً بالكلام لا بالأفعال، 
أعرف شخصاً مثلاً كان في منصب إداري رفيع وكان يهدد دوماً بطرد الموظفين، ولكن حتى في لحظات استحقاق العقاب لم يقم بشيء، مع الزمن ومع كثرة الانتباه لبعض جمله كان من الواضح أن في داخل هذا الرجل شخصاً طيباً لكنه مصر على إظهار الوجه السيء جداً منه، وهدفه من ذلك لم يكن أكثر من رغبة بحمايته.

يجب أن لا نستعجل بتصنيف الناس إلى سيء وجيد من خلال الكلام، فأجمل الكلمات الواعظة قد تخرج من لص أو محتال، وأسوأ الكلمات قد تخرج من أبيض القلوب، لكن الفرق والحكم الوحيد يجب أن يبقى الفعل، مع التشديد على أن بعض الكلمات فعل، فالرجل الذي يمشي بالإفساد بين الناس بكلماته يرتكب فعلاً قبيحياً، ولكن هناك كثيرون كلماتهم مخيفة ليحمون أنفسهم لا أكثر، وهؤلاء قد نقنعهم بالظهور على حقيقتهم.