السبت، 5 يناير 2013

- الذئب والحمل



يحكى  أن ..

 شَرَدَ حَمَلٌ صَغِيرٌ عن القطيعِ ، وبينما هو سائرٌ في طريقِه إِذْ رَآهُ ذئبٌ جائعٌ.
ولَمَّا كانَ الْحَمَلُ وحيداً ، عزمَ الذئبُ على ألا يعاملَه بعنفٍ ، بلْ يستعملَ معه
اللينَ والحجةَ والحيلةَ ؛ حتى يقنعَه بحقِّه في الانقضاضِ عليه والتهامِه .
فأوقفَه ليتحدثَ إِلَيْهِ ، وقالَ له : " أَيُّهَا الْحَمَلُ ، في العامِ الماضي نالني منكَ
شتمٌ وإهانةٌ " 
فقالَ الْحَمَلُ في ثغاءٍ حزينٍ : " ولكنني - يا سيدي الذئب - لم أكنْ
قد وُلِدْتُ العامَ الماضي " . 
فقالَ الذئبُ: " نعم ، نعم ، ولكنك تأكلُ العشبَ من مرعايَ الأخضرَ دونَ إذنٍ مِنِّي 
" . فقال الْحَمَلُ : " لا يا سيدي الطيب ، لا شك أنك مخطئٌ ؛ فأنا لم أَذُقْ طعمَ العشبِ حتى هذهِ الساعةِ ؛ لأنِّي لا أستطيعُ المضغَ ، ولم أُفْطَمْ بعد 
" . فقالَ الذئبُ : " حسناً ، إنك تشربُ من بئرِي الماء " ، 
فردَّ الْحَمَلُ قائلاً : " إني لم أقربْ الماءَ في حياتي قَطّ ، بل أعيشُ على لبنِ أمي ، فأنا ما زلتُ
حملاً رضيعاً " . 
وعندها هجمَ عليه الذئبُ ، وأكلَهُ ، وهو يقولُ بعدَ أَنْ أَعْيَتْهُ الْحِيَلُ : " على الرغمِ من أنَّك رَدَدْتَ عليَّ حُجَجِي كُلَّهَا ، إلا أنه لا بد لي أَنْ آكلَ لأعيش " .




المغزى من القصة :
 
(( دائماً ما يجدُ الطغاةُ لأنفسهم حججاً تبررُ طغيانَهم.
لا يعجز الطغاة أبداً عن إيجاد مبرر لطغيانهم.))



قصة من الادب العالمى المترجم